هذا الكورس يسير بالقارئ في رحلة مع سِفْرُ القضاة وهو أحد الأسفار التاريخية ويلي سفر يشوع ويحدثنا عن تاريخ شعب الله في الحقبة ما بين موت يشوع ومسح شاول ملكًا على مملكة إسرائيل، فهو يمثل فترة انتقالية ما بين حكم الله لشعبه (Theocratic time) وحكم الملوك لشعب الله (monarchy)، وأثناء تلك الفترة الانتقالية لم يكن هناك قائد محدد واحد لكل الشعب، ولكن كان هناك قائد لكل سبط في فترة زمنية محددة وذلك القائد هو القاضي. والقضاة هنا هم قاده دينيين، سياسيين، عسكريين للأسباط، فهم أشخاص تم استدعاؤهم من قبل التعيين الإلهي لمهمة ولعمل روحي عظيم جدًا ويمكن تلخيص مهمتهم: رد البر وتخليص الجماعة من الضيق الذي كانت ساقطة فيه.
وقد جاءت شخصيات هؤلاء القضاة تكشف بعض جوانب المخلص الحقيقي يسوع المسيح، كما جاءت الأحداث التي ارتبطت بهم تعلن الكثير عن خدمة العهد الجديد التي تمس حياتنا الروحية. لذا فسنطلب رؤية المسيح في استعراض أحداث السفر وأبطاله من القضاة، لأن الأسفار لم يعد فيها ما ليس صدى للمسيح.
في سفر القضاة، نقرأ هذه العبارة المُتَكرِّرة «في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل» (قض 17: 6؛ 18: 1؛ 19: 1؛ 21: 25)! بعض المُفَسِّرين يتخذ من هذه الكلمات دليل على أن السِفرَ قد دُوِّنَ في عصر المملكة، ولكن -في الأغلب- أن المعنى المقصود هو معنى روحي؛ أي أن في تلك الأيام لم يعد إسرائيل يعتبر الربَّ ملكًا له! مع أن الربَّ هو بالطبع ملك إسرائيل. لقد رفضوا الربَّ كَمَلِكٍ لهم، وكزوج وحيد لأمة إسرائيل (راجع قض 2: 17).
يفتح سفر القضاة أيضًا أعيننا بوضوح على بشاعة الخطية ومدى تشويهها للإنسان وأيضًا يرينا كيف أن الله هو المخلص الحقيقي والوحيد للإنسان من فك الخطية المفترس، وأن التوبة هي القنطرة التي تعبر بالإنسان من حالة الخطية إلى الأحضان الأبوية، فالتوبة هي المنفذ الوحيد مهما ساءت الأحوال.
وفي وقت مجموعات العمل تناقش قضايا شبابية روحية وعملية مثل قدرة الرَّبِّ أن يعمل في ضعفنا وإننا نستطيع أن نتحرك وننجح رغم مخاوفنا، وخطورة الاندفاع والتحرك بلا مسئولية، وأن الاتضاع والطهارة يحميان تكريس نفوسنا للرِّبِّ. كما يتضمن المهمات التطبيقية الأسبوعية لضمان تفعيل التعليم المُقَدَّم في حياتنا اليومية، وفصولاً منتخبة للقراءة اليومية.
