لماذا تدرس الكتاب المقدس مع كورسات برنامج الطعام القوي بمدرسة راكوتي؟
1 – الدراسة شاملة؛ بمعنى ليست مجرد شروحات للنص أو تأملات، لكن الشروحات تشمل معاني النص الكتابي تاريخيًّا وروحيًّا، بالإضافة إلى استخدامه في ليتورجيا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وشرح للعقيدة المتضمنة في النص الكتابي، وإبراز شخص المسيح في نصوص العهد القديم، والأقوال الآبائية على النص وَدِفاعيات، وَحتى عِلم الأيقونات حاضرٌ في الدراسة. كُلُ ما سَبَق مُتضمنٌ في المحاضرة العامة. بالإضافة إلى تطبيقات النص الكتابي في حياة الشباب العملية واليومية من خلال المادة المخصصة للمجموعات الصغيرة. إذن، أنت تدرس كتاب مقدس وعقيدة وليتورجيا، وآبائيات، وأيقونات، وتنتفع لحياتك اليومية الحياتية، أي تختبر تفعيل التعليم الكتابي والكنسي في الحياة اليومية وصراعاتها.
2 – قراءات كتابية يومية بتأملات وأسئلة لتشجيع الدارسين على القراءة اليومية للكتاب المقدس.
3 – المادة المُقدَّمة تحترم المعايير الأكاديمية في التحضير وتتبع نمط شيكاغو/ توربيان في البحث والكتابة؛ لذا يتم ذكر الاقتباسات المباشرة وغير المباشرة في الحواشي السفلية، وكذلك المراجع العربية والأجنبية في ختام كل كتاب.
4 – المادة متوفرة بالعديد من الوسائط التعليمية؛ منشورة ومطبوعة في صورة: كُتُب، ومحاضرات فيديو، ومحاضرات صوتية، وملفات PDF، و POWER POINT.
5 – حاولنا ضبط المادة المكتوبة لغويًّا ونحويًّا، بقدر المُستطاع، ونلتمس من القارئ العذر لِما يفوت علينا.
6 – الدراسة أونلاين مرنة؛ يمكنك تحديد الموعد المناسب لك لبداية واستمرار الكورسات، وكذلك موعد حضورك للمحاضرات.
7 – شهادة مُعتمدة من المدرسة، لمن يجتاز الكورسات بنجاح.
8 – كورسات برنامج الطعام القوي مجانية.
يُعد سفرُ يونان صورة واضحة المعالم لما ورد في رسالة معلمنا بطرس الرسول «لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ» (2بط1: 21). يقول المعلم اليهودي مِنَشِّه دوفشاني : «لأن سفر يونان يفيدنا بحقيقة مهمة جدًا لفهم النبوة ألا وهي عدم وجود اتفاق دائم بين النبي والنبوة» . يونان حاول الهرب من المهمة المسندة إليه، لكن رغمًا عن إرادته لم يستطع أن يكمل هروبه، بل بدون إرادته قال كلمات لم يكن موافقًا عليها، فالرب فرض عليه النبوة.
«ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً قَائِلًا: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ، وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا».» (يون 3: 1-2). السمة الأصيلة في النبوة الحقيقية هي أن تكون النبوة أقوى من النبي ، وما على النبي إلا أن يقولها حتى وهي عكس إرادته لذلك قال معلمنا بطرس: «لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ».
النبوة الحقيقية أكبر من روح النبي وقد تكون معارضة لإرادته إلى الدرجة التي لا يستطيع النبي الهرب منها، بل ويطلب بسبب ضغطها عليه الموت لنفسه كما طلب يونان «فَالآنَ يَا رَبُّ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي».» (يون 4: 3). أما هذا فلا يحدث في حالة النبوات الكاذبة حيث أن الانبياء الكذبة يولِّفون النبوة لتكون بحسب رغبتهم ورغبة سامعيهم. هذا لا يعني أن كل نبوة حقيقية لابد أن تكون ضد إرادة النبي كما هو الحال مع يونان، الذي حاول الهرب من النبوة. فإن كان يونان يمثل هذا الجانب، لكننا نجد على الجانب الآخر إشعياء، النقيض ليونان؛ فإشعياء النبي عندما سمع صوت السيد يقول: من أرسل؟ رد إشعياء سريعًا: «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8).
الغريب في الأمر أن يونان الذي أدى مهمته مغتصبًا قد نجح فيها في يوم واحد! الأمر الذي استغرق مئات السنين من بقية أنبياء إسرائيل. أمر رئيسي يبينه سفر يونان، أن خلاص الأمم، وشعوب غير شعب اسرائيل، هو ضمن الخطة الإلهية لخلاص البشرية. ويذكر بوضوح الأب متى المسكين في كتابه النبوة والأنبياء:
القصد من النبوة (نبوة يونان) هو تعليم إسرائيل من جهة مستقبل قبول الأمم التائبين ليدخلوا في بركات الإيمان بالله، والخلاص الذي قبلته إسرائيل أولًا، والذي قبلته أصلًا من أجل الأمم (تك 12: 1 -3) وفي نفس الوقت ليصحح نظرة اسرائيل كأنها مختارة لتعيش منفصلة دون الشعوب، أو لتكون أفضل من بقية الأمم .
وَوصفَ المعلم اليهودي منشه دفشاني سفر يونان بأنه «من ناحية العلاقة مع الأمم لا يوجد سفر عالمي مثل سفر يونان» . أمر مدهش أن يصف معلم يهودي سفر يونان بأنه سفر عالمي! مبدأ أن جميع الأمم لهم نصيب في الخلاص يؤكده العهد الجديد. يذكر القديس متى في نهاية إنجيله «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ...» (مت 28: 19). ومعلمنا بطرس يكرز قائلًا: «أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ» (أع10: 34-35).
سفر يونان سفر نبوي له طابع تاريخي؛ بالرغم أنه يسرد حدث تاريخي إلا أنه في القانون اليهودي مُدرج ضمن الأسفار النبوية. افتتاحية السفر تعطي السفر طابعه النبوي، فالآية الافتتاحية فيه «وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ» (يون 1:1) هي نفس الآية التي يبدأ بها سفر هوشع «قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى هُوشَعَ بْنِ بِئِيرِي» (هو1:1) وسفر يوئيل «قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى يُوئِيلَ بْنِ فَثُوئِيلَ:» (يوء 1:1) وسفر ميخا «قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى مِيخَا الْمُورَشْتِيِّ» (مي1:1) وأسفار أخرى افتتحت بما هو يحمل نفس المعني مثل حجي، وزكريا، وملاخي، وإشعياء، وإرميا، وحزقيال. فأصبحت هذه الافتتاحية هي القاعدة المستعملة عادة للتعبير عن الدعوة الإلهية للتنبؤ.
Course Curriculum
القس فيكتور جرجس- V6U16S3 يونان النبي (نبي الموت والقيامة)