الفكره و النشآه
يذكر الدكتور غبريال بك جرجس فى كتابه “المدرسة الإكليريكية بين الماضى والحاضر” أنه كان يعظ سنة 1913م فى مصر الجديدة فى منزل الأستاذ فريد أفندى كامل حيث تكونت فيما بعد هيئة من بين المجتمعين لتكوين جمعية أصبحت بعد ذلك نواة لجنة الكنيسة.
قبل وضع حجر الأساس بنحو 8 سنوات وبالتحديد فى 14إبريل 1914م نشرت جريدة الوطن هذا الخبر- نقلاّ عن جريدة (Egyptian mail) عن الطلب الذى أرسله جماعة من الأقباط الغيورين إلى مدير شركة هليوبوليس لإيجاد كنيسة لهم بمصر الجديدة
فى عام 1917م تفضل الأستاذ فريد كامل المحرر بجريدة الوطنية بدعوة الأقباط الأرثوذكس القاطــنين بمصر الجديدة إلى داره، وبين لهم حاجة سكان الضاحية إلى الاهتمام بشئونهم فتتابعت الاجتماعات فى منزله أسبوعيا وكان يعظ فيها الشماس فرج جرجس، وقد نمت هذه الاجتماعات حتى لم تعد داره تتسع للحاضرين فألحت فكرة إيجاد مكان متسع لإقامة الاجتماعات، وكان يتناوب خدمة الوعظ الكثير من المشاهير نذكر منهم: حضرة الشماس غبريال سليمان (وقد رسم كاهنًا فيما بعد لكنيسة بميت غمر)، والواعظ إبراهيم لوقا (القمص إبراهيم لوقا) والقمص مرقس سرجيوس والأرشيدياكون حبيب جرجس
بناء على دعوة جناب القمص مرقس سرجيوس قد اجتمعت جمعية عمومية من سكان مصر الجديدة يوم 24 فبراير 1918م بمحل الوعظ للأقباط الأرثوذكس بمصر الجديدة للبحث فى أمر تشكيل لجنة منهم تقوم بمشروع بناء كنيسة قبطية أرثوذكسية بمصر الجديدة وقد انتخبت الجمعية العمومية وتقرر أن يضم إليهم كل من يتطوع للعمل فى هذا المشروع ومن ترى اللجنة الاستعانة بهم.
شفيع الكنيسه
يتساءل كثيرون عن اختيار اسم لشفيع الكنيسة، ومن قام بالاختيار، وقد تكون مفاجأة لهم أن قداسة البابا كيرلس الخامس هو الذى اختار بنفسه اسم شفيع الكنيسة “مارمرقس” كاروز الديار المصرية، وتم ذلك فى 22/2/1919م وفى ذات التاريخ تم اختيار ناظر للكنيسة وهو جرجس بك يوسف، والذى انتقل بعد ستة أشهر من ذلك التاريخ، حيث تم اختيار الخواجا حنا نسيم ناظراً للكنيسة بتاريخ 12/8/1919م بعد موافقة غبطة البابا كيرلس الخامس.
جمع الاموال اللازمه للمشروع
مساحة ضخمة شغلت محاضر اجتماعات لجنة الكنيسة لسنين عديدة تتمثل فى تخليق مجالات مستحدثة لهذا الغرض ونجد من بينها:
1- يكلفون بعض الأعضاء لمقابلة الأنبا باخوميوس أسقف الدير المحرق للتبرع للمشروع وحـدث ذلك فى 22/2/1919م.
2- لجأ البعض لفكرة تجميع وطباعة كتاب ترانيم (تجميع الواعظ إبراهيم لوقا)، ويتم طبع ألفين نسخة بتكلفة اجمالية خمسة وثلاثون جنيها على أن تباع النسخة بخمسة قروش حتى يساعد الفارق فى مشروع بناء الكنيسة.
3- تم استدعاء حبيب أفندى جرجس – ناظر المدرسة الإكليريكية – لإلقاء العظة بدءا من أحد الشعانين بغرض تقديم عــظه روحية دسمة لشعب مصر الجديدة، وأيضا لانتهاز هذه الفرصة فى جمع التبرعات وتحفيز الشعب على تشجيع المشروع الجديد.
أول مرة حضر فيها حبيب أفندى جرجس، فكانت جلسة عمومية بتاريخ 15/5/1921م، ودعى إليها أيضا سكان مصر الجديدة، وهو الذى اقترح يومئذ بدء الاكتتاب وقت انعقاد الجمعية العمومية، وكانت دعوة مفتوحة إذ تم جمع مبلغ 338 جنيهاً (ونود أن نذكر أن أكبر مبلغ تم التبرع به فى هذا الاكتتاب كان مئة جنيه وأقل مبلغ كان خمسون قرشاً).
كم كانت فرحة الخواجا حنا نسيم إذ تم الترخيص له بشراء الأعمدة الجرانيت من شركة هليوبوليس، وكذلك بعمل الرسومات الخاصة بالكنيسة لتقديمها للشركة. وقد بدأ على الفور تنفيذ تلك المهام لإنجاز ذلك العمل على أفضل وجه…..
