تأملات في سفر التثنية «الإصحاح الثاني»
مرحلة التوهان
تيهاني رأقبت (مز 56) :
اغلبنا بيعدي بمرحلة في حياته وممكن تتكرر باحساسه انه تايه، مش عارف ياخد قرارات، مش عارف الخطوة الجاية ايه، ويحس ان بيلف حولين نفسه
المرحلة دي بتبدأ بتحول وبتنتهي بتحول
«ثم تحولنا وارتحلنا إلى البرية» (ع1) ، «كفاكم دوران بهذا الجبل. تحولوا» (ع3)
بتبدأ مرحلة التوهان لما بنتحول عن الخضوع لكلمة الله ووصيته والحياة معاه، وبتنتهي لما بنتحول عن الحياة اللي احنا فيها ونقدم توبة ونرجع تاني لكلمة الله ونخضع ونبدأ نعيشها من جديد
اوقات بنحتاج نفهم كل حاجة ويبقى عندنا ضمانات للطريق وخطة مسبقة لمشوارنا، مش بندرك ان مراحم الله جديدة كل صباح، طعام الله مش بائد، لكن بيتقدم لينا طازة يوم بيوم. ومحاولتنا ان نكون مستوعبين مستقبلنا وضمنينه بعقلنا، وعدم قدرتنا على تصديق كلمة ربنا ووعوده، هو اللي بيدخلنا في مرحلة التوهــان
بس بنلاقي حنان الله بيفتقدنا، مرة بعظة أو شخص بنقابله، كتاب، رسالة. «مش كفاية كدة ويلا نرجع مطولش زمان الغربة، كفاية توهان وبُعد وتعالى نقعد مع بعض تاني، وجدد ثقتك فيَّ» وعلى حسب استجابتنا للصوت بنقلل وقت التوهان
وأول ما اقله خلاص يارب مش قادر وهرجع، الاقيه بدأ يمشي معايا خطوة خطوة، ويسلمني وصية وصية «وأوص الشعب قائلًا: …»(ع3) ، ويفهمني أعمل ايه، ايه اللى املكه وايه اللي مش بتاعي امر عليه واسيبه، وبلاقي ربنا مراقب تيهاني وعارف مسيرتي في القفر ومزودني بإمكانيات
هنلاقي أراضي عدوا عليها من غير ما يتملكوا، أمور كتير في حياتنا بتكون أراضي لم يعطيها الرب لينا لامتلكها، واي تمسك بيها بيعطل الوصول للأراضي الحقيقية اللي مفروض نملكها
أول مانبدأ نمشي ونُخلص للوصية، ونخضع لترك أمور معينة، ويموت كل رجال الحرب (ع16) (الذات اللي معتمد عليها، الإمكانيات اللي فاكر ان دى اللى هتملكني، العلاقات اللي فاكر ان دي سبب ثباتي و نصرتي) بلاقي كل الاعمدة دي بتتهز وبتقع، بلاقي كل الأسلحة اللي المنطقي احارب بيها وقعت وبدأت اتسلح بسلاح الله الكامل وقتها بنبدأ نملك “ابتدئ تملك”(ع24)
ولو كانت الأراضي الأولى عدوا فيها من غير حرب وبمسالمة، هيبدأوا دلوقت يحاربوا سيحون. زي ما الأنبا أنطونيوس وصف الحياة الروحية ان في الأول النعمة بتسهل أعمال التوبة وبتخلي الجهاد خفيف علينا، وبعدها بتنسحب شوية ونبدأ نسلك الطريق
