من فصول قراءات برمون الميلاد
البولس (غلاطية 3: 15 : 4: 18) يورد دُرة رسالة غلاطية كلها: “… ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني. ثم بما أنكم أبناء، أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم، صارخاً يا أبا الآب. إذاً لست بعد عبداً بل ابنا. وإن كنت ابنا، فوارث الله بالمسيح”.
هنا تكمل فرحتى وفرحتك بالعيد. فلسنا نفرح لميلاد غيرنا بل لميلادنا. فرحتنا بعيد الميلاد، هى فرحتنا بميلادنا نحن، ميلادك وميلادي. فماذا يفرحنى بميلاد المسيح، إن لم يكن ميلاده سبباً لميلادي؟ فرحتي بعيد ميلاد المسيح تكمن فى أنى قد صرت بميلاده ابنا لله، ووارثاً به لكل ما لله. هل تصدق؟ إنه قول الإنجيل نفسه. لا تتقبل العطية بعقلك بل بإيمانك، لأ، عندما تفوق العطية قُدرة عقولنا على الاستيعاب، لا يبقى من سند لنا لكى نقبلها، سوي الإيمان بالعاطي.
وإن كنت لم تعد بعد تصدق، فاسمع قول الكاثوليكون (1يوحنا 4: 1- 14): “… الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم كى نحيا به، في هذا هى المحبة، ليس أننا نحن أحببنا الله، بل هو أحبنا وأرسل ابنه فداء لخطايانا” فشكرا لله
أما فصل الإبركسيس (أعمال 13: 13- 25)، وهو خطاب بولس الرسول فى مجمع أنطاكية بيسيدية، مبتدئاً من اختيار شعب اسرائيل، ومنتهياً إلى داود، بقوله: “من نسل هذا حسب الوعد أقام الله مخلصاً لإسرائيل، بيسوع، إذ سبق يوحنا فكرز قبل مجيئه بقوله: من تظنون إنى أنا، لست أنا إياه، لكن هوذا يأتى بعدي الذى لست مستحقاً أن أحل حذاء قدميه”.
فطوبى لعيوننا، لأنها تنظر ما اشتهى الأنبياء أن ينظروا ولم ينظروا. تنظر يسوع قائماً على المذبح كل حين. وطوبي لآذاننا، لأنها تسمع كل يوم رسالة الإنجيل، التى اشتهى الأنبياء أن يسمعوها ولم يسمعوا. نعم فقد صرنا نسمع صوت ابن الله، والسامعون حتماً يحيون.
الراهب القس أثناسيوس المقاري
المبلاد البتولى والظهور الإلهي