fbpx
Search
Close this search box.

من فضلك اتكلم ومتسكتش

من فضلك اتكلم و متسكتش[1]

+«وَتَصْنَعُ جُبَّةَ الرِّدَاءِ كُلَّهَا مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ، 32 وَتَكُونُ فَتْحَةُ رَأْسِهَا فِي وَسَطِهَا، وَيَكُونُ لِفَتْحَتِهَا حَاشِيَةٌ حَوَالَيْهَا صَنْعَةَ الْحَائِكِ. كَفَتْحَةِ الدِّرْعِ يَكُونُ لَهَا. لاَ تُشَقُّ. 33 وَتَصْنَعُ عَلَى أَذْيَالِهَا رُمَّانَاتٍ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، عَلَى أَذْيَالِهَا حَوَالَيْهَا، وَجَلاَجِلَ مِنْ ذَهَبٍ بَيْنَهَا حَوَالَيْهَا. 34 جُلْجُلَ ذَهَبٍ وَرُمَّانَةً، جُلْجُلَ ذَهَبٍ وَرُمَّانَةً، عَلَى أَذْيَالِ الْجُبَّةِ حَوَالَيْهَا. 35 فَتَكُونُ عَلَى هَارُونَ لِلْخِدْمَةِ لِيُسْمَعَ صَوْتُهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ أَمَامَ الرَّبِّ، وَعِنْدَ خُرُوجِهِ، لِئَلاَّ يَمُوتَ.» (خر 28: 31 – 35)

إن هارون من حيث كونه رئيس الكهنة فهو يخدم في قدس الأقداس شبه الحقيقة و ظلها، و هو يشير للمسيح رئيس الكهنة الأعظم الذي دخل إلى الأقداس الحقيقية غير المصنوعة بيدٍ، ليظهر أمام الآب من أجلنا ودم ذبيحته يتحدث عنا أمام الآب. أوصى ناموس موسى أن يُسمع صوت خدمة هارون في الأقداس وهذا عبر الرُمانات الثابتة والجلاجل الذهبية الحُرَّة المُتصلة بجبة الرداء، ولذلك يرى القديس كيرلس أن خدمة المسيح الحقيقة في أقداس السماء أمام الآب لابد وأن تُسمع ويُخَبَّر بها في كل مدينة وموضع، لذا يرى (ق. كيرلس) أن الرمانات تشير للمدن لأنها ثابتة، والجلاجل الذهبية هي الكرازة بالمسيح وخدمته من قِبل معلمي الكنيسة، ويقول «الرمز هنا واضح جدًا، فالجلاجل الذهبية ترمز إلى الكرازة الخلاصية، بينما الرُمانات الصغيرة ترمز للمدن.... كذلك بجوار كل رُمانة توجد واحدةٌ من الجلاجل (جرس) لأن كل مدينة لها مُعلمها الذي يعزف العقائد الإلهية، والصوت الحلو يجعل دخول مخلصنا إلى قدس الأقداس واضحًا ومسموعًا للكل.»[2]

وللقديس كيرلس تأمل بديع في تَوَقُفِ صوتِ الجلاجلِ لو مات رئيس الكهنة بالداخل؛ فهو يرى أن تَوَقُفَ الكرازةِ بمخلصنا (انعدام صوت الجلاجل) يكشف عن موتِ هذا المُعلم (الصامت) روحيًا، فيقول «إن لم تَرِن جيدًا ضربات الجلاجل، فإن خوف الموت مُعَلَّقٌ لأولئك المُكلفين بالخدمة المُقدسة، ولهارون في قدس الأقداس. لأن الصمت غيرَ ملائمٍ بالنسبة للمُعلمين. وهذا ما قاله بولس الرسول: «فويلٌ لي إن كنتُ لا أُبَشِّرُ» (1 كو 9: 16)»[3]

[1] من كتاب «سر المسيح: شروحات و تأملات في سفر اللاويين» – إصدار مدرسة راكوتي (يصدر قريبًا).

[2] كيرلس الكبير، السجود والعبادة بالروح والحق. ترجمة د. جورج عوض (القاهرة: المركز الأرثوذكسي لدراسات الآباء، 2013)، 452.

[3] المرجع السابق.

شارك المقال مع اخرين

اكتشف المزيد

أعياد
Rakoty CYCS

حياةٌ مِنَ الموت

حياةٌ مِنَ الموت إن فصل الإنجيل لقداس عيد القيامة المجيد والذي قُرأ علينا الآن (يو 20: 1-18) يتضمن مفارقة عجيبة؛ ألا وهي أن الكلمة الأكثر

روحية
Rakoty CYCS

لماذا هذا الموقف من آلام المسيح؟

آلام المسيح تغربلنا «وَقَالَ الرَّبُّ: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ

روحية
Rakoty CYCS

إشعياء 58 – بركات قبول الصَّوم

رابعًا: بركات قبول الصَّوم «8 حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ [شَملك].9 حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ.

عايز تدرس معانا ؟

تصفح العديد من البرامج والدروس المتاحة